مازالت كرة القدم تعطي دروسا يوما بعد يوم في عدم الاستسلام للهزيمة مهما كانت حصيلة
الأهداف .. هذا ما حدث خلال المباراة الافتتاحية لأمم إفريقيا المقامة حاليا بانجولا والتي جرت
بين البلد المنظم ومالي.
ولا يمكن لأي عاقل ان يقول ان فريقا فائز بأربعة أهداف علي أرضه وبين جماهيره وأمام رئيس
جمهوريته وحرمه وبعض الوزراء وأمام أنظار العالم، لا يمكن أن يتوقع أن هذا الفريق يخرج متعادلا
في عشر دقائق.
حدث هذا في مباراة تحولت الي مهرجان أهداف وكأنه لقاء خيري بين أصدقاء امادو فلافيو
وأصدقاء سيدو كيتا الذي حل بديلا وقلب أحداث اللقاء تماما وسجل هدفين.
وبدأ مانويل جوزيه المدير الفني لانجولا المباراة بوضع "سر الخلطة" التي صنعها علي الملاعب
المصرية بمشاركة الثنائي جيلبرتو وفلافيو، واستطاع الثنائي أحداث الفارق مع غياب تام
للعناصر المالية صاحبة الأسماء.
وصال وجال أصحاب الأرض علي مدي 79 دقيقة وتوالت الأهداف علي مرمي مامدو سيدي بيه
الحارس المالي، ولكن كانت بداية الانهيار من الحارس الانجولي كارلوس فيرنانديز الذي اهدي
الهدف الأول لمالي.
وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع الحذر من لاعبي انجولا، اهدي جوزيه "التورتة" كاملة
للماليين بعد ان اخرج الورقتين الرابحتين جيلبرتو وفلافيو اللذان سجلا حضورا قويا في هذا اللقاء
وأثرا في الأداء بشكل يكاد يكون كلي.
ومثلما استقبلت شباك مالي رباعية، حدث نفس الشيء في آخر عشر دقائق من المباراة
والدقائق الأربع التي احتسبها حكم اللقاء المصري عصام عبدالفتاح الذي يعد احد نجوم المباراة
بلا جدال.
وتعد الأهداف الثماني التي سجلها لقاء الافتتاح هي الشيء الوحيد الذي يبشر ببطولة قوية
ستشهد العديد من الإثارة والمباريات الجميلة التي تمتع ولا ترهق الأعين من متابعة الكر والفر
وهو ما يتوق إليه المتابعين بعد الأحداث التي توالت في اليومين الماضيين وكان بطلها منتخب
توجو.